Article

الهشاشة النفسية للأجيال الحديثة

wordpress blog image 14 1

الهشاشة النفسية للأجيال الحديثة

من بعيد دايمًا بنشوف إن الأجيال الجديدة أجيال بتنعم بمزايا أكبر من أي جيل سابق، عندهم فرص أحسن في التكنولوجيا والتعليم، حياة أسهل بكتير من قبل كده، بس لو جبنا نضارة مكبرة وبصينا على الصورة بشكل أعمق هنلاقي إن الأجيال دي من أكثر الأجيال اللي بتدفع قدام كل الحلول والفرص السهلة دي جزء من صحتها النفسية، وبالرغم من كل التقدم في التكنولوجيا إلا أن التقدم ده كان سلاح ذو حدين وأثر بشكل كبير على المرونة النفسية للأجيال دي اللي كل يوم في انحدار عن اليوم اللي قبله. 

ما هي الهشاشة النفسية؟

في كتاب “الهشاشة النفسية” لدكتور إسماعيل عرفة واللي من خلاله بيوضح أسباب زيادتها في الأجيال حديثة قدم تعريف مهم جدا للهشاشة وهو

 هي حالة معقدة تتعلق بمدى قدرة الفرد على التعامل مع الضغوط والتحديات الحياتية بفعالية ومرونة. مشيراً إلى أنها ليست مجرد ضعف أو قابلية للانهيار، بل هي حالة تعتمد على عدة عوامل نفسية وسلوكية.

الفرق بين المرونة والهشاشة النفسية

لفهم الهشاشة النفسية بشكل أفضل، من الضروري التمييز بينها وبين مفهوم المرونة النفسية. ممكن  نعرف المرونة النفسية بأنها القدرة على التكيف والتعامل مع الضغوط والتحديات بطريقة بناءة. الأفراد المرنة مش بيستسلموا بسهولة للعقبات، لكنهم بيسعوا لإيجاد حلول، وبيتعلموا من تجاربهم، وبيستعيدوا توازنهم بسرعة بعد مواجهة الأزمات.

بالمقابل، الهشاشة النفسية تشير إلى ضعف القدرة على التكيف مع الضغوط والتحديات. الأفراد الذين يعانون من الهشاشة النفسية قد يجدوا صعوبة في التعامل مع الضغوط اليومية، ويشعروا بالعجز أو الاستسلام عند مواجهة المشكلات. وهم أكثر عرضة للتأثر بالضغوط النفسية ومن الممكن يواجهوا  صعوبات في التعافي من الأزمات.

في كتابه، يوضح الدكتور إسماعيل عرفة أن الهشاشة النفسية لا تتعلق فقط بالاستجابة المباشرة للضغوط، بل تشمل أيضاً كيفية رؤية الفرد لنفسه ولعالمه. الهشاشة النفسية ممكن تكون نتيجة للعديد من العوامل، بما في ذلك التجارب السابقة، والاعتقادات الشخصية، وأنماط التفكير السلبية.

ظاهرة تضخيم الألم

أما عن ظاهرة تضخيم الألم فبيشير ليها دكتور إسماعيل عرفة أنها من أكثر الظواهر المنتشرة في الجيل الحديث وهي نتيجة الهشاشة النفسية بشكل أساسي. 

وظاهرة تضخيم الألم هي  مفهوم نفسي يشير إلى الميل لإبراز وتضخيم المشاعر السلبية والتجارب المؤلمة. و التوجه ده قد يكون ناتجًا عن طرق التفكير السلبية أو ردود الفعل الذاتية تجاه الألم.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

 في حالات تضخيم الألم،  بيركز الفرد بشكل مفرط على الجوانب السلبية للتجربة ويبالغ في تأثيرها، وده ممكن يؤدي إلى زيادة الشعور بالألم وعدم القدرة على إيجاد حلول فعالة للتعامل معه.

الأفراد اللي بيعانوا  من الهشاشة النفسية ممكن يكونوا أكثر عرضة لتضخيم الألم، حيث أنهم بيميلوا  إلى التركيز على المعاناة بدلاً من البحث عن استراتيجيات لتخفيفها أو مواجهتها بشكل إيجابي. هذا التضخيم يمكن أن يؤثر على نوعية حياتهم وقدرتهم على التعامل مع الضغوط.

أسباب زيادة الهشاشة النفسية في الأجيال الحديثة: 

التغيرات السريعة في المجتمع والتكنولوجيا:

  • التحولات التكنولوجية: التقدم التكنولوجي السريع والتغيرات المتلاحقة في وسائل التواصل الاجتماعي  بتساهم في زيادة شعور الأفراد بالضغط والتوتر. التفاعل المستمر مع المعلومات والمحتويات الرقمية ممكن يؤدي إلى التشتت، والانشغال بالمظاهر الاجتماعية، ومقارنة الذات بالآخرين بطريقة سلبية.
  • التواصل الاجتماعي: على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي بتتيح تواصلًا أسهل، فإنها أيضًا بتساهم في تعزيز الإحساس بالعزلة الاجتماعية والتعرض للضغوطات غير الواقعية.

الضغوط الاقتصادية والاجتماعية:

  • الضغوط المالية: التحديات الاقتصادية زي البطالة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وعدم الاستقرار المالي قد تؤدي إلى زيادة القلق والاكتئاب.
  • التغيرات في سوق العمل: التغيرات في متطلبات العمل وزيادة المنافسة ممكن تسبب أن الأفراد يشعروا بعدم الأمان والاستقرار المهني.

التغيرات في القيم الاجتماعية:

  • ارتفاع توقعات المجتمع: في بعض المجتمعات، قد تكون هناك توقعات غير واقعية فيما يتعلق بالنجاح الشخصي، ده  ممكن أن يسبب شعورًا بالإحباط وعدم الكفاءة وعدم الرضا عن الذات. 
  • الفردية: التوجه نحو الفردية وتفضيل الاستقلالية ممكن  يؤدي إلى الشعور بالوحدة ونقص الدعم الاجتماعي.

أزمة الهوية:

  • التغيرات الثقافية: التعرض لثقافات وقيم متنوعة ممكن يؤدي إلى صراع داخلي حول الهوية الشخصية والانتماء.
  • الضغط الاجتماعي: التحديات في التكيف مع معايير وتوقعات المجتمع ممكن تساهم في الشعور بالهشاشة النفسية.

التربية والتعليم:

  • نقص التعليم العاطفي: في العديد من الأنظمة التعليمية، بيفتقر الطلاب إلى تعليم يتعلق بإدارة المشاعر وبناء المرونة النفسية، وده  يبؤدي إلى ضعف في مهارات التأقلم.
  • التربية القاسية: أساليب التربية الصارمة أو غير الداعمة ممكن يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات وزيادة القلق.

كيفية التغلب على الهشاشة النفسية

  1. تعزيز المرونة النفسية:
    • تنمية مهارات التأقلم: تعليم استراتيجيات زي التأمل، وتقنيات التنفس، والتفكير الإيجابي  ممكن تساعد الأفراد في التعامل مع التحديات بشكل أكثر فعالية.
    • بناء الثقة بالنفس: دعم بناء الثقة بالنفس من خلال تحقيق الأهداف الصغيرة وتعزيز الشعور بالإنجاز ممكن يساعد في تعزيز المرونة.
  2. تعزيز الوعي العاطفي:
    • التعليم العاطفي: إدخال برامج تعليمية بتساعد في تحسين الذكاء العاطفي وفهم المشاعر وإدارتها بشكل صحي.
    • استشارة نفسية: البحث عن دعم من متخصصين في الصحة النفسية لتطوير مهارات التكيف وإيجاد حلول للتحديات النفسية.
  3. تعزيز الدعم الاجتماعي:
    • بناء شبكة دعم: تقوية الروابط الاجتماعية مع الأسرة والأصدقاء والمجتمع بتساعد في توفير الدعم النفسي وبتعزز الإحساس بالانتماء.
    • المشاركة المجتمعية: الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والعمل التطوعي  يعزز بيساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية وبيخفف من مشاعر العزلة.
  4. إدارة الضغوط الاقتصادية:
    • التخطيط المالي: تحسين إدارة الموارد المالية والتخطيط للمستقبل يمكن أنه يساعد في تقليل الضغوط الاقتصادية.
    • البحث عن فرص تدريبية: تعزيز المهارات المهنية من خلال التدريب والتعلم المستمر بيساعد في زيادة فرص العمل وتحسين الاستقرار الوظيفي.
  5. تعديل التوقعات الاجتماعية:
    • تحديد الأهداف الواقعية: تشجيع الأفراد على وضع أهداف شخصية واقعية ومعقولة بيساعد في تقليل من الشعور بالضغط والإحباط.
    • التوازن بين العمل والحياة: تعزيز أهمية التوازن بين العمل والحياة الشخصية للحصول على حياة متوازنة وصحية.

في النهاية، الهشاشة النفسية سهل التغلب عليها لو قدرنا نوفر العوامل المتشابكة اللي بتبنيها، من خلال البيت والأسرة إن الابن أو البنت عندهم علاقات داعمة وقوية بتساعدهم في تحسين الصحة النفسية هنقدر نتغلب على الظاهرة دي بأفضل شكل ممكن.

لا تتردد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .