الرهاب النوعي.. اللي بيخاف ما يطلعش بره..
الرهاب النوعي.. اللي بيخاف ما يطلعش بره..
أنا بخاف من الفراخ، آه والله، بترعب من الفراخ بريشها وبمنقارها بعُرفها وحركة رقبتها السريعة المزعجة البغيضة، بخاف منها وهي صاحية وهي مدبوحة، وهي عتاقي وهي كتاكيت، أنا بكره الفراخ وبعتبرها كائنات مؤذية شريرة” كان ده الاعتراف اللي قولته لجوزي بعد أيام من الجواز بعد ما صحيته مفزوع من النوم على صوتي بصرخ بعد كابوس مرعب بإن فرخة شريرة بتهجم عليا، وصحيت حاسة إن قلبي هايقف من الخضة، الحقيقة إن هو رد فعله كان شبه رد فعل كتير منكم دلوقتي، ضحك برضو، زي أي حد بيسمع إني عندي فوبيا من الفراخ، وبيبقى عايز يقول ايه الهبل ده!
بس الحقيقة دي مش هبل لإن الخوف من الدجاج هو نوع من أنواع الفوبيا الغير شائعة اسمه alektorophobia، والاسم ده مشتق من كلمتين يونانيتين “alektor” بمعنى ديك، و “phobos” بمعنى خوف، ودي الطريقة اللي اتفق عليها الأطباء والمختصين النفسيين بتسمية الأنواع اللي ملهاش حصر من الرهاب النوعي أو specific phobia واللي هو مش هبل لا ده وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، اللي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية فهو واحد من اضطرابات القلق واللي بيعني خوف شديد ومستمر وقلق ملحوظ من كائن أو وضع معين بشكل لا يتناسب مع الخطر الفعلي.
والفوبيا النوعية دي ليها أشكال كتير وكتير منكم برضو بيعاني منها بشكل ما، معنديش احصائيات لمجتمعنا لكن 30% من البالغين في الولايات المتحدة الامريكية بيعانوا من نوع من أنواع الفوبيا، ووفقًا ل DSM ، فالفئات المنتشرة من حالات الفوبيا النوعية هي الخوف من:
- مواقف زي الطايرات أو الأماكن المغلقة أو الأنفاق، الاماكن المفتوحة.
- الطبيعة، زي العواصف الرعدية أو المرتفعات ، البحر.
- الحيوانات أو الحشرات أو التعابين.
- الدم أو الحقن أو الإصابة، زي الحوادث أو الإجراءات الطبية.
- غيرها، زي الاختناق، والتقيؤ، والدوشة أو المهرجين.
وفيه أنواع تانية كتير جدًا من الفوبيا بعضها غريب جدًا ومن حاجات لطيفة جدًا، زي فوبيا المية، فوبيا الجبنة-زميلي في الدراسة كان بيجري في المدرسة ويبكي خوفًا من إنه يلمس ساندوتش جبنة بيضا- فوبيا الغيوم، فوبيا الدقون، فوبيا الخروم زي خلايا النحل مثلا، فوبيا النوم، فوبيا أسماء معينة، فوبيا السمك، فوبيا الورود، فوبيا السعادة اللي غنى عنها فريق مسار إجباري أغنية “شيروفوبيا”.
وبغض النظر عن الفوبيا اللي بتعانيها، فرد فعلك لما بتتعرض للحاجة أو الموقف اللي بيخوفك بيكون غالبًا كالتالي:
- شعور فوري بالخوف الشديد والقلق والرعب لما بتتعرض لمصدر خوفك أو حتى التفكير فيه.
- وعي إن مخاوفك مش منطقية أو مبالغ فيها بس حاسس إنك مش قادر تسيطر عليها.
- الرعب والقلق بيزيد لما مصدر خوفك بيكون قريب منك أكتر.
- بتعمل كل حاجة علشان تتجنب الكائن أو الموقف اللي بيخوفك.
- دقات قلب سريعة، تعرق، ضيق الصدر، صعوبة في التنفس (الناس السخفا اللي بتجري ورايا بالكتاكيت وتقربه مني بحس إن قلبي هايقف والله، مع إنه مجرد كتكتوت أنا عارفة).
- إحساس بالغثيان والدوار وممكن توصل للإغماء( أصحاب فوبيا النخاريب والخروم عارفين الإحساس ده كويس).
السبب الحقيقي لكل نوع من الفوبيا مش معروف لكن ممكن العوامل اللي دي تكون من أسباب الاصابة بالفوبيا النوعية:
- أهلك:
لو واحد من أسرتك عنده فوبيا من حاجة معينة فاحتمال إصابتك بيها أكبر، بسبب ميول وراثية، أو لإن الأطفال بتكتسب الفوبيا دي بملاحظة رد فعل أحد أفراد الأسرة لأحد المخاوف تجاه موضوع ما أو موقف، يعني مثلا لو والدك عنده فوبيا من البحر خوفه ممكن يتنقلك وتتطلع انت كمان عندك نفس الفوبيا.
- مزاجك:
ممكن احتمالية اصابتك بنوع من أنواع الفوبيا تزيد لو انت حساس أو مضغوط أو سلبي زيادة عن اللزوم.
- التجربة السلبية:
المرور بتجربة مؤلمة ومخيفة، زي إنك تتحبس في اسانسير أو يعضك كلب، ممكن يتطور ويبقى فوبيا بسبب التجربة دي.
- التأثر بالتجارب السلبية للآخرين:
ممكن سماعك عن المعلومات أو التجارب السلبية، زي حوادث الطائرات يسبب لك فوبيا برضو.
يمكن الفوبيا اللي عندي من الفراخ تكون مش مؤثرة على حياتي بشكل كبير، بغض النظر إني بتجنب أعدي من الشوارع اللي فيها محلات الفراخ –قرار حظر بيع الدجاج الحي كان بالنسبة خبر سعيد- وقعدت سنين كتير ما باكلش الفراخ، وسنين تانية بخاف أغسل الفراخ وأطبخها، لكن عمومًا ده أهون من اللي بيعانوا من فوبيا بتأثر على حياتهم بشكل مباشر زي اللي عندهم فوبيا من إن المية تلمس جسمهم، أو فوبيا من الطيران فمش عارفين يتحركوا من بلدهم، أو فوبيا من الأسانسيرات وشغلهم مثلًا في الدور التلاتين، وغيرها من أنواع الفوبيا اللي بتأثر على حياة المصاب بيها يوميًا.
فلو الموضوع بيأثر على حياتك بشكل كبير فإنت كده محتاج علاج علشان تقدر تمارس حياتك بشكل طبيعي، والعلاج ده هايكون يا إما بالتعرض، من خلال التدرب على التعرض التدريجي والمتكرر لمصدر خوفك، يعني أنا مثلا قدرت تدريجيا أكل الفراخ في شكل مش باين فيه إنها فرخة زي “البانيه” مثلا، بعدين اتعود اتقبلها وهي فرخة واضحة المعالم على السفرة، بعدين التعامل معاها وهي نية وطبخها –ودي كانت مرحلة صعبة جدا بالنسبة لي- لكن لسه الحقيقة ما قدرتش اتعامل مع الفرخة وهي صاحية بس بحاول.
وممكن العلاج يكون سلوكي معرفي بيخلي المصاب بالفوبيا يغير أفكاره ومعتقداته عن مخاوفه ويشوفها بشكل مختلف، وممكن كمان يكون دوائي من خلال الأدوية اللي بتقلل ردات الفعل الجسدية بشكل مؤقت في حالات الفوبيا اللي زي مثلاً فوبيا الطيران علشان المصاب يهدى ويقدر يركب الطيارة.
الخوف شعور إنساني طبيعي، ولولا الخوف كان الإنسان ماقدرش يحمي نفسي وعرضها للهلاك، فالخوف في الحدود الطبيعية شعور صحي وجزء من إنسانيتنا، لكن الفوبيا مختلفة تمامًا لإن الخوف فيها مش منطقي، علشان كده ما ينفعش نوصف المصاب بالفوبيا بإنه خواف وجبان، ولا نتضغط عليه بتعريضه للي بيخاف منه غصب عنه لإن ده بيسبب له ضرر وفزع كبير، فيا إما تساعده يتجاوز الفوبيا دي بشكل تدريجي، يا إما تحترم خوفه.
إذا كنت تعاني من اضطراب نفسي ولا تجد من ينصت لك أو يقدم لك يد العون، فلا تتردد في التواصل مع فريق أطباء شيزلونج ليكون رفيقك في رحلة التعافي النفسي.
إيمان السيد
كاتبة صحفية ومهتمة بالشأن النفسي
المصادر:
nimh.nih.gov/health/statistics/any-anxiety-disorder.shtml
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/9926096
mayoclinic.org/diseases-conditions/specific-phobias/diagnosis-treatment/drc-20355162
health.harvard.edu/diseases-and-conditions/phobia
nimh.nih.gov/health/topics/anxiety-disorders/specific-phobias.shtml
It’s very effortless to find out any matter on web as compared to textbooks,
as I found this paragraph at this web site.!