Article

إدمان الحشيش…الأثر والعلاج

egypt hash smoking 1

إدمان الحشيش…الأثر والعلاج

 

 

يعتبر الحشيش على وجه الخصوص مخدرا “صديقا” وأليفا لدى المصريين! فهو المخدر حسن السمعة الذي يتم تداوله على نطاق واسع والذي لا يرتبط تعاطيه بطبقى اجتماعية معينة، بل على العكس فإنه أحد عوامل كسر القيود الطبقية والاجتماعية إذ يجتمع حوله المتعلمون وأنصاف المتعلمين وسواهم، وأبناء الطبقات الراقية يتساوون في تعاطيه مع السائقين والعمال والحرفيين. كما أن الحشيش، بحسب مقولات المؤرخين، مادة متداولة في مصر منذ قرون، وإن كان مختلفا حول المدى الزمني وعمق زراعتها وتناولها تاريخيا.

ربما يخشى عموم المصريين من معتادي تناول المواد المخدرة ما يسمونه بـ “الكيميا”، في إشارة إلى المواد المخدرة المصنعة نافذة التأثير، فيما يتعاملون مع الحشيش بوصفه “نبتة” وديعة لا تسبب الإدمان ولا الأثار الجانبية النفسية على المدى الطويل، كما يعتقدون في الغالب أنها لا تسبب تعلقا خارجا عن السيطرة أو اعتمادية لا يمكن التعامل معها، أو كما يشاع “الحشيش ما بيعملش إدمان” .

ولعل هذه الحزمة من العوامل هي مما يجعل الاشتباك مع تعاطي الحشيش بالتوعية أو العلاج أصعب من التعامل مع سواه من المواد المخدرة، ذلك أن متعاطي الحشيش لا يدرك على الأرجح أنه بحاجة للمساعدة أو حتى التوعية.

لذا فإننا نحاول في هذا المقال إلقاء إضاءات على إدمان الحشيش وعلاجه من خلال إعادة التعريف بالحشيش وأثره على المتعاطي وإجابة الأسئلة الرئيسية المتعلقة به.

 

تعاطي الحشيش وأثره: التغيرات المزاجية المصاحبة لتعاطى الحشيش

 

أثبتت الدراسات التى اعتمدت على التصوير الذرى للمخ أن الحشيش و ( أخواته ) يؤدى إلى زيادة تدفق الدم إلى مراكز المخ المسئولة عن الحالة المزاجية كما أنه يؤدى إلى إنخفاض تدفق الدم إلى الأجزاء المسئولة عن التركيز وعن القدرات المعرفية والتفكير ، قد يكون سبب حدوث هذا الأثر بسبب إفراز مادة الدوبامين فى القشرة المخية الأمامية .

 

وللحشيش مدة عمل طويلة داخل الجسم ولذا فإن الكثير ينخدعون ظانين أن الحشيش لا يسبب الإدمان. وعلمياً، فإن الحشيش وإن كان أقل أثرا من غيره من المواد المخدرة لكنه يسبب الإدمان وذلك لأن معظم صفات المواد الإدمانية تتواجد فيه.

والملاحظ بالفعل أن متعاطي الحشيش يعاني على المدى الطويل من عدد من الآثار النفسيه والعصبية و العضوية التي تؤدس إلى اضطراب حياته الإجتماعية، فيلاحظ عليه مثلا تدهور مستواه الدراسى وصعوبات التحصيل المعرفي وعدم الإنتظام المدرسى . كما أن الحشيش يؤدى إلى ظهور سلوك متمرد يوصف بالرعونة وعدم الانضباط، وفي المتعاطين الأكبر سنآ يتدهور الأداء الوظيفى وهو ما يفسر أن الكثير من المتعاطين يعانون من تعثرات في حياتهم المهنية بصورة متكررة، كما أن  الحشيش يفقد الإنسان اتزانه الانفعالي والسلوكي مما قد يؤدى إلى اضطراب العلاقات وأحيانآ إلى الدخول فى مشاجرات ومشاكل قانونية قد تنتهي بالمتعاطي إلى السجن، وهو ما يتكرر كثيرا ليس بسبب التعاطي بصورة مباشرة، ولكن بسبب الاضطراب النفسي والسلوكي الذي يطرأ على المتعاطي على المدى.

آثار تعاطى الحشيش على المدى الطويلrolling

أولا : الأثار الجسدية

 

  • فشل فى وظائف الرئة،والأصابة المتكررة بالإلتهاب الشعبى ، وتدهور مرضى حساسية الصدر .
  • الإصابة بسرطان الرئة .
  • انفلات الوعي وصعوبات التركيز بما يترتب عليه من زيادة احتمالية الإصابة بحوادث الطرق

 

ثانيآ : الآثار النفسية والعصبية

 

تعاطى الحشيش لفترات طويلة يؤدى إلى الكثير من الأضرار النفسية والعصبية مثل

  • الإصابة بنوبات الهلع والقلق العام .
  • الإصابة بالإكتئاب، فالحشيش على غير المتعارف عليه يسبب في بدايات تعاطيه الشعور بالبهجة والنشوة ثم يتبع ذلك الإصابة بالإكتئاب مع الاستخدام طويل المدى .
  • الإصابة بالأعراض الذهانية؛  يصاب المتعاطى بعد فترة بضلالات الاضطهاد والمراقبة والإثارة وربما بالهلاوس السمعية والبصرية .
  • اضطراب الوعى وتقلب المزاج وفقدان الشعور بالواقع وإحساس كأنه حلم وليس واقع .
  • الإصابةبمتلازمة فقدان الدافعية ، فمن الأمور الشائعة عند متعاطي الحشيش لفترات طويلة وغيرها أن يفقد الإنسان أى حماس أو دافعية لفعل أمور حياته اليومية فتجده أميل للانطواء والكسل واللامبالاة بما يدور من حوله مع اضطرابات الذاكرة والنسيان وفقدان التركيز.
  • صعوبة التركيز والنسيان بسهولة وعدم القدرة على حفظ المعلومات .

 

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

هل يؤدى الحشيش للوفاة ؟

لا يعرف علمياً وبصورة قطعية إن كانت الجرعات العالية من الحشيش تسبب الوفاة بشكل مباشر أم لا، لكن الثابت علميا أن تعاطيه المستمر لفترات طويلة للحشيش يؤدى إلى الإصابة بأمراض الرئة والإلتهابات الشعبية والرؤية .

 

أعراض التسمم بالحشيش.

 

يقصد بالتسمم بالحشيش تعاطى جرعة زائدة تؤدى إلى أثار غير مرغوبة من التعاطى ، ولا يقتصر ذلك على تعاطى كمية كبيرة فقط من الحشيش لكن قد يحدث أيضاً مع جرعات أقل عند الأشخاص الأكثر حساسية والأكثر عرضه لذلك . ومن أهم الأعراض تسمم الحشيش:

 

  • الشعور بالتوتر والقلق وحدوث نوبات من الهلع وهو من الأثار الشهيرة …
    غالبآ ما تحدث مع الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش للمرة الأولى لكن احتمالية حدوثه فى الذين سبق لهم تعاطى الحشيش واردة أيضآ ، تستمر نوبات الهلع من  ٥  إلى  ٨ ساعات خلالها يشعر الشخص بفقدان السيطرة أو أنه سيصيبه الجنون .

 

  • فترات من الشعور بالحزن والكئابة وتعكر المزاج … على عكس ما يعتقد الكثير … لكن لحسن الحظ غالبآ لا تستغرق مدة طويلة .
  • إحساس الريبة والشك فى الآخرين وهو إحساس غير شائع لكنه يحدث وتزداد احتمالية حدوثه مع خلط الحشيش بالمركبات المخلقة كيميائيآ مثل الاستروكس .
  • هلاوس سمعية وبصرية وحسية واضطراب إدراك البيئة المحيطة ورؤية ما حوله بأشكال أخرى غير حقيقية .
  • فقدان التركيز وصعوبة استدعاء المعلومات واضطراب القدرات المعرفية للإنسان .
  • اضطراب التحكم فى الحركة مما يؤدى إلى عمل حوادث السيارات أو الاصطدام بالحوائط أو السقوط على الأرض .
  • اختلال الوعى، وهو من الأعراض الشهيرة الحدوث .

هذه الأعراض فى الغالب قصيرة المدى غالبآ ماتزول فى خلال أسبوع بعد التوقف عن تعاطى الحشيش .وتتشابه الأعراض الهلاوس والضلالات كتلك التى تحدث مع باقى الاضطربات الذهانية لكنها مؤقتة وتزول بعد التوقف عن التعاطى .

علاج تعاطى وإدمان الحشيش:

الحشيش مادة إدمانية خطيرة تحتاج إلى علاج في حالة الإدمان، وكغيره من المواد الإدمانية ينقسم العلاج إلى مرحلتين.المرحلة الأولى تسمى إزالة السمية أو الديتوكس أو ال Detoxification والمرحلة الثانية هى مرحلة التأهيل .

فى المرحلة الأولى، يتم التعامل مع الأعراض التى تظهر نتيجة التوقف عن تعاطى المخدر (الحشيش)، وفى المرحلة الثانية وهى المرحلة الأهم، يتعلم المتعاطى خلالها كيف يتعامل مع رغبته الملحة في التعاطى ثانية وكيف يرفض ضغط الآخرين عليه وكيف يتعامل مع أفراحه أو حزنه وإحباطاته دون اللجوء إلى المخدر.

المرحلة الأولى: الديتوكس

 

غالبية متعاطي الحشيش لا يشعرون بكبير معاناة عند التوقف عن تعاطيه، وإن كان هناك عدد غير قليل يعانى من الأعراض الانسحابية بعد التوقف عن تعاطى الحشيش والتى تستمر لعدة أيام، وهذه الأعراض هى التى تشعل فتيل الرغبة في معاودة تعاطى الحشيش. فتجربة الأعراض الإنسحابية تجربة مزعجة وبخاصة فى الأسبوع الأول وقد تطول لمدة شهر، وخلال هذه الفترة لابد من التعامل الدوائى مع هذه الأعراض والتى تتم من خلال الاعتماد على مجموعات دوائية مختلفة من الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.

يتم علاج الأعراض الإنسحابية بشكل كامل بالعلاجات الدوائية النفسية لكن هذا ليس كل شيء فالأهم هو المرحلة الثانية، مرحلة التأهيل .

المرحلة الثانية:  التأهيل

 

مرحلة التأهيل النفسى لعلاج الإدمان هى البداية الفعلية لرحلة العلاج.  فالعلاج الدوائى فى المرحلة الأولى ماهو إلا إعداد لهذه الخطوة وبدون إجراء مرحلة التأهيل فلا يمكننا أن نعتبر أن علاج الإدمان قد بدأ. و مرحلة التأهيل هى عبارة عن برنامج علاجى يعتمد على الأدوية والعلاج النفسي والمعرفي والسلوكي والأسري وهو يمتد لعدة أسابيع بهدف منع انتكاس المتعاطي وعودته للاعتماد على المادة المخدرة على المدى الطويل.

 

كتبه لشيزلونج: دكتور. شريف درويش