تنتظر كل إمرأة طيلة  حياتها تلك اللحظة التي تستقبل فيها خبر حملها بمولود , و تمضي أشهر الحمل و هي تنتظر قدوم الصغير

الذي يحمل نصف جيناتها و جينات أبيه , فتتخيل صفاته و طباعه، و تتحمل في سبيل ذلك كل من ألام الحمل و الولادة

و غيرها و يهون عليها تلك المعاناة رؤية وليدها يكبر أمامها تطور شخصيته ،يتعلم، و يتكلم بشكل طبيعي  إلا أن الأمور لا تجري بتلك الطريقة دائما مع أمهات الأطفال من ذوي متلازمة داون .

• في هذا المقال-و في اليوم العالمي لمتلازمة داون- نحاول توجيه رسالة شكر و عرفان لؤلائك الأمهات البطلات و نحاول مساعدتهن ، عن طريق لمساعدتهن بتزويدهم ببعض الخطوات لقبول و تخطي محنتهن، و التحلي بالمرونة و الصلابة النفسية المطلوبة كي يحظين بصحة نفسية أفضل لهن و لأطفالهن.

بطلة ملاكي الصغير (خطوات لقبول طفلك من ذوي متلازمة داون )

بالنظر إلي تربية الأطفال في العموم.. إذا إفترضنا أن عملية تربية و رعاية الطفل تعد بشكل عام عملية شاقة ,

فمما لا شك فيه أن تربية و تعليم طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة تنطوي علي درجة أكبر من المشقة و التحديات

بالنسبة لجميع افراد الأسرة و خاصة علي الأمهات التي تقضي معظم الوقت مع طفلها في محاولة لفهمه

أو جذب إنتباهه و كسب تفاعله , و تطوير مهاراته  .

من البداية

إن استقبال الأم لخبر تشخيص طفلها بإضطراب داون يعد من الأحداث الصادمة  الشديدة و المربكة

التي تحتاج لدعم معرفي و معنوي و إجتماعي  لمساعدة الأم علي تجاوز تلك المحنة كي تستطيع فهم

و مواجهة الحياة كأم لأحد الأطفال القادرون بإختلاف  .

خطوات  للقبول و المضي قدما :

1- إقرار المشاعر

بعد تشخيص إبنك كطفل من ذوي متلازمة داون ربما تنتابك مجموعة من المشاعر المختلفة

فالحزن و الأسي القلق بشأن المستقبل لكل من طفلك وعائلتك,  و الارتباك مع تراكم  المعلومات

والنصائح المتضاربة والضغوط الواقعة عليك لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن صحة و تنمية مهارات طفلك .

و الشعور باللوم الموجه لنفسك أوالآخرين..مدفوعا بذلك السؤال الذي يكاد يفتك برأسك  “لماذا أنا ؟ لماذا طفلي ؟؟ 

و حتي الشعور بالارتياح ، لحصولك علي أسباب لإختلاف طفلك وإجابات مرضية  لجميع الأسئلة التي تراودك 

حول نمو طفلك والحصول على الدعم من المتخصصين.

يجب أن تعلمي أن  كل المشاعر مقبولة ،،و أنك  كلما تعاملت مع مشاعرك – أيا كانت ماهيتها – بشكل صحي كلما إزدادت قدرتك النفسية علي قبول تشخيص طفلك والمضي قدمًا سعيا نحو الأفضل لك لطفلك  .

2- لست وحدك

 إذا شعرت لرغبة في العزلة  فأعلم أنك لست وحدك , فذلك الشعور طبيعي و شائع بين معظم الآباء

الذين يمرون بهذه التجربة بعد سماعهم لتشخيص حالة صغيرهم ..

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

3- سيظل طفلك و أنت كل عالمه

قد يختلف نمو طفلك عن نمو الأطفال الآخرين ، لكن هذا لا يجعل طفلك أقل قيمة ، أو أقل إنسانية ،أو أقل أهمية ،

أو أقل حاجة إلى حبك وتربيتك.

 حبك و شوفانك ،واستمتاعك بلحظات الأمومة /الأبوة بطفلك هو كل ما يحتاج ابنك منك لينمو وتزدهر قدراته الخاصة.

4- حافظ على الروتين اليومي

 حاول – قدر الإمكان – الحفاظ علي رتم الحياة العادية و الإعتناء بصحتك و تخصيص وقت لذاتك,

مهما بدت لك تلك النصائح غير مفيدة فهي سبيلك الأمثل للتعافي فالحياة لن تقف عند خبر تشخيص طفلك

مهما بدا ذلك مفجعا و ليس عادلا .و عنايتك بنفسك و بقية أفراد أسرتك هو جزء من عنايتك بطفلك القادر بإختلاف .

5- الرحمة مقابل الشفقة

الشفقة سواء الشفقة الذاتية أو من الآخرين ، علي حالك أوعلى طفلك هي في الواقع غير مفيدة بل و معطلة .

المطلوب هو التعاطف و ليس الشفقة ..كن لطيفًا مع نفسك ، وذكر نفسك أنك تبذل قصارىإدارة المشاعر
 لن تستمر مشاعر الضيق إلى الأبد ، ولكن يمكن أن تعود من وقت لآخر و خاصة في الفترات الإنتقالية التي يمر بها طفلك

عبر مراحل عمره  – على سبيل المثال ، عيد ميلاد طفلك ، أول يوم حضانة أو المدرسة ، أو عندما تواجه مرافق يتعذر

الوصول إليها أو عندما تشعر بالتعب. بالإدارة الجيدة لمشاعرك، ستتحسن في التعرف على تلك المشاعر والتعامل معها.

6- التعامل مع جهل الآخرين

في الفترة التي تمر بها بتلك المشاعر ، و تسعي جاهدا لاستيعاب الأحداث قد يتفاعل بعض الناس بشكل غير لائق معك

أو مع طفلك بسبب عدم فهمهم ، أو ببساطة لأنهم لا يجدون الكلمات المناسبة  فكر وقرر كيف تريد التعامل مع التحديق

المستمر أو الأسئلة التي قد تبدو إجاباتها بديهية ،بدون استهلاك الكثير من الطاقة.

.7- توقفي عن المقارنة

توقفي عن مقارنة نفسك أو طفلك بالآخرين فكل أو بالحالات الشبيهة له فلكل قصته و بدلا من ذلك يمكنك أن :

• تخصصي وقتًا للاستمتاع بالحياة مع طفلك  ،احتفلي بالإنجازات حتي الصغيرة منها و نجاحك انت و طفلك – وركزي على الإيجابيات وخطوات التقدم. قد يتطور طفلك بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين ولكنه سيصل إلى أهدافه الخاصة.

• حاولي البحث عن برامج لك و لطفلك ، والحصول على المعلومات والمساعدة التي تحتاجينها.. كي تصبحي اكثر وعيا و قدرة علي مساعدة طفلك من المصادر الموثوق فيها  ,
• قومي بجمع معلومات حول تشخيص طفلك ، و المراكز المتخصصة و دوائر الدعم من متخصصي الصحة النفسية أو الآباء الذين يمرون بنفس تجربتك .

8- لا تترددي في طلب المساعدة

• اطلبي الدعم المادي و العاطفي ممن حولك من الأصدقاء والعائلة ,و بالطبع يمكنك طلب المساعدة من فريق شيزلونج

للاستشارات النفسية، عبر التواصل مع  فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم ،

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.

إعداد و كتابة : إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية

 المصادر

• Algood, C.L., Harris, C., & Hong, J.S. (2013). Parenting success and challenges for families of children with disabilities: An ecological systems analysis. Journal of Human Behavior in the Social Environment, 23(2), 126-136. https://doi.org/10.1080/10911359.2012.747408.
• Banach, M., Iudice, J., Conway, L., & Couse, L.J. (2010). Family support and empowerment: Post autism diagnosis support group for parents. Social Work with Groups, 33(1), 69-83. https://doi.org/10.1080/01609510903437383.
• Barlow, J., Powell, L., & Gilchrist, M. (2006). The influence of the training and support programme on the self-efficacy and psychological well-being of parents of children with disabilities: A controlled trial. Complementary Therapies in Clinical Practice, 12, 55-63. https://doi.org/10.1016/j.ctcp.2005.02.005.
• Fernańdez-Alcántara, M., García-Caro, P., Pérez-Marfil, N., Hueso-Montoro, C., Laynez-Rubio, C., & Cruz-Quintana, F. (2016). Feelings of loss and grief in parents of children diagnosed with autism spectrum disorder (ASD). Research in Developmental Disabilities, 55, 312-321. https://doi.org/10.1016/j.ridd.2016.05.007.
• Frizell, C. (2020). Learning disability imagined differently: An evaluation of interviews with parents about discovering that their child has Down’s syndrome. Disability & Society, 36(10), 1574-1593. https://doi.org/10.1080/09687599.2020.1816904.
• Hsiao, Y.J., Higgins, K., Pierce, T., Whitby, P.J.S., & Tandy, R.D. (2017). Parental stress, family quality of life, and family-teacher partnerships: Families of children with autism spectrum disorder. Research in Developmental Disabilities, 70, 152-162. https://doi.org/10.1016/j.ridd.2017.08.013.
• Lai, W.W., Goh, T.J., Oei, T.P.S., & Sund, M. (2015). Coping and well-being in parents of children with autism spectrum disorders (ASD). Journal of Autism and Developmental Disorders, 45(8), 2582-2593. https://doi.org/doi.org/10.1007/s10803-015-2430-9.
• O’Connor, A., Carpenter, B., & Coughlan, B. (2021). Confident championing: A grounded theory of parental adjustment following a child’s diagnosis of developmental disability. British Journal of Learning Disabilities, 49(2), 247-258. https://doi.org/10.1111/bld.12360. Reeder, J., & Morris, J. (2021). Managing the uncertainty associated with being a parent of a child with a long-term disability. Child: Care, Health and Development,47(6), 816-824. https://doi.org/10.1111/cch.12889